الحكومة تربط الزيادة في سعر حليب الأطفال بالمغرب بتقلبات الأسواق الدولية

أرجعت الحكومة ارتفاع ثمن الحليب المعقم وبعض مشتقات الحليب وحليب الرضع إلى الأسعار المرتفعة في السوق الدولية، مؤكدة أن أسعار هذه المواد تتغير حسب تطورات السوق والتوازنات بين العرض والطلب.

وأوضحت وزارة الاقتصاد والمالية، في جوابها على سؤال كتابي للفريق الحركي بمجلس النواب حول الزيادات في أسعار الحليب، أن صناعة الحليب المعقم ومشتقاته تعتمد في جزء مهم على المواد الأولية المستوردة من الخارج، خاصة مادة الحليب المجفف.

وأشارت الوزارة إلى تضاعف سعر استيراد هذه المادة خلال الأشهر الأخيرة، مما انعكس سلبا على الأسعار الداخلية التي ارتفعت بحوالي درهم للتر بين شهري أكتوبر ويناير.

ويعزى هذا الارتفاع، حسب وزارة الاقتصاد والمالية، إلى تزامن الارتفاع مع الفترة التي يقلّ فيها الإنتاج المحلي للحليب، وارتفاع تكلفة الأعلاف الموجهة للمواشي التي ساهمت في نقص عدد رؤوس الأبقار لدى المربين، وبالتالي نقص إنتاج وتجميع الحليب الموجه للقطاع الصناعي.

كما لفت منشور الوزارة إلى أن ارتفاع سعر الحليب المعقم وبعض مشتقات الحليب وحليب الرضع مرده أيضا إلى ارتفاع الأسعار في الأسواق الدولية بالنسبة للمواد الأساسية لصناعة الأعلاف، ضاربة المثال بالذرة التي ارتفع سعرها بـ32 بالمائة، ما ساهم في ارتفاع أسعار الأعلاف بالأسواق الوطنية.

في هذا الإطار، أفاد جواب الوزارة على سؤال الفريق الحركي بأن ارتفاع ثمن الحليب المعقم يعود إلى تزايد أسعار استيراد مواد الحليب، خاصة مادة الحليب المجفف التي تدخل في صناعة حليب الأطفال، حيث مرّ سعره بين سنتي 2021 و2022 من 25.8 إلى 37.8 درهما (أي بنسبة 46 بالمائة) للكيلوغرام الواحد عند الاستيراد.

لذلك، قامت الحكومة بعدة إجراءات تهدف إلى الحد من تداعيات العوامل سالفة الذكر على أسعار الحليب مجملاً، حسب وزارة الاقتصاد والمالية التي أشارت إلى تعليق الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة المطبقة على واردات الحليب المجفف.

كما قامت الحكومة بخفض الرسوم الجمركية على عدد من رؤوس الأبقار الممكن استيرادها وتوجيهها للذبح من أجل حماية الأبقار الحلوب وتزويد السوق باللحوم الحمراء، فضلا عن محاربة المسالك غير المنظمة لبيع الحليب وتوجيه الإنتاج الوطني لصناعة الحليب قصد التقليص من الخصاص في هذه المادة.

انطلاقا من ذلك، شددت وزارة الاقتصاد والمالية على حرص الحكومة على مجابهة كل المشاكل التي تتعلق بندرة بعض المواد أو ارتفاع ثمنها، مبرزة أنها تحرص كذلك على مواجهة كل الاضطرابات الداخلية والخارجية وآثارها المباشرة على وضعية المعيش اليومي للأسر المغربية.

وقد طالت مجموعة من الزيادات الحليب المعقم ومنتجات الألبان وحليب الأطفال خلال الأشهر الأخيرة من العام الفارط، ما تسبب في ارتباك الأسر المغربية التي تعاني من ضعف القدرة الشرائية بسبب غلاء المعيشة في ظل استمرار تداعيات الأزمات الدولية على السوق الوطنية.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى