طائرة جزائرية تُقلّ “وفود البوليساريو” إلى تندوف لحضور مؤتمر الانفصاليين‬

خصص “قصر المرادية” خطوطه الجوية من أجل نقل الوفود المشاركة في مؤتمر جبهة “البوليساريو” الانفصالية، الذي سينعقد في الفترة الممتدة من 13 إلى 17 يناير الجاري بتندوف؛ ما يكرس الدعم الجزائري الواضح والصريح للجبهة بخلاف الخطاب السياسي الذي تروجه على الصعيد الخارجي.

وينعقد مؤتمر جبهة “البوليساريو” وسط خلافات غير مسبوقة، بعد توالي الانتصارات الميدانية للمملكة المغربية على الصعيدين العسكري والدبلوماسي؛ الأمر الذي عمّق عزلة قيادات الجبهة وسط مخيمات تندوف، التي تعاني من أوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة في ظل نقص المساعدات الغذائية.

وحسب وسائل الإعلام بـ”بلاد شنقيط”، فقد وضعت الجزائر طائرة خاصة تابعة للخطوط الجوية الرسمية من أجل نقل العديد من السياسيين والإعلاميين الداعمين للجبهة الانفصالية إلى تندوف، قصد إعطاء “التزكية الإقليمية” لهذا المؤتمر الذي أجهض قبل انعقاده بسبب الصراعات الحادة بين المتنافسين.

ولطالما كانت الخطوط الجوية الجزائرية هي الناقل الرسمي لزعيم جبهة “البوليساريو” في كل تحركاته الدولية والإقليمية؛ وهو ما يدعم الطرح المغربي، الذي يدعو “قصر المرادية” إلى الجلوس على طاولة “الموائد المستديرة” بجنيف لكونه الطرف الأساسي في هذا النزاع المفتعل.

وقد تزايدت حدة الصراع السياسي بين قيادات جبهة “البوليساريو” المتصارعة على “زعامة الانفصاليين” أياما قبل انعقاد ما يسمى بالمؤتمر الداخلي، حيث اشتكى المرشحون لهذا المنصب من أساليب التلاعب التي يقوم بها إبراهيم غالي لضمان ولاية جديدة في السنوات المقبلة.

وأقدم إبراهيم غالي، حسب مصادر Alhayat 24 بمخيمات تندوف، على توزيع دفعة من السيارات رباعية الدفع على عدد من أتباعه لضمان الولاءات القبلية، خاصة أنه استهدف القبيلة الموالية لمنافسه البشير مصطفى السيد؛ وهو ما تسبب في غضب هذا القيادي، الذي انتقد الممارسات المنتهجة من لدن غالي قبل حلول المؤتمر.

في هذا السياق، قال الإعلامي الجزائري وليد كبير، المتخصص في قضية الصحراء المغربية، إن “البوليساريو هي لا شيء دون دعم العسكر الجزائري”، قبل أن يتوقف عند هذه النقطة بإيراده أن “الدعم الجزائري للانفصاليين أصبح معروفا لدى الجميع”.

وأضاف كبير، في تصريح لجريدة Alhayat 24 الإلكترونية، أن “الجزائر تسخر إمكانيات لوجستيكية ومالية ضخمة لفائدة جبهة “البوليساريو” طيلة العقود الماضية”، مبرزا أن “الخطوط الجوية الجزائرية تقل الجبهة بمعية وفودها إلى كل مناطق العالم”.

وأردف الخبير عينه أن “الجزائر صرفت ملايين الدولارات من أجل جلب شخصيات سياسية معروفة إلى تندوف لكي تدلي بتصريحات صحافية للترويج الإعلامي فقط”، مشددا على “الجزائر هي الطرف الأساسي والرئيسي في النزاع، بل هي المتورطة في إطالة أمده رغم جهود الأمم المتحدة لحلحلة الملف”.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى