
الناصيري يشتكي “إغلاق أبواب التلفزيون”
قال الفنان المغربي سعيد الناصيري إن غيابه عن التلفزيون خلال السنوات العشر الأخيرة بات معروفا أنه تغييب وإقصاء مباشر له، معتبرا أن ذلك راجع إلى المواضيع الجريئة التي يتطرق لها وتصريحاته المتكررة التي قد تكون أزعجت بعض المسؤولين فاختاروا اتباع سياسة التهميش معه.
وأبرز الناصيري، في ندوة صحافية على هامش تقديم شريطه السينمائي الجديد “نايضة”، أن الأخير “لم يحصل على دعم من المركز السينمائي المغربي، وعرض على لجنة مكلفة قالت بعد اطلاعها عليه إنه يجب أن يمر إلى المدير المسؤول، وهذا الأخير قال بدوره إن العمل يجب أن يعرض على الوزير”، معربا عن استغرابه هذا الأمر، خاصة أنه انتقد الحكومة في العمل.
وأضاف الناصيري: “تمنيت أن يتم توقيف الفيلم من العرض لأبثه عبر قناتي الرسمية على يوتيوب وأطلب من المغاربة مقابل ذلك عشرين درهما فقط توضع في حسابي البنكي، فأجمع كلفة إنتاجه رغم غياب متعة الفرجة السينمائية”، وذلك، يتابع المتحدث، لأنه يثق في تضامن المغاربة وكرمهم وحبهم، موردا: “هذا ظهر لي بعدما تحديت التلفزيون وفيصل العرايشي من خلال اللجوء إلى يوتيوب فبلغ حسابي في أسبوع أزيد من مليون”.
#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;}
وواصل قائلا: “جميع الأبواب مغلقة في وجهي شخصيا، وهو ما جعلني أتجه إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أعمالي”، مبرزا أنه في غياب دعم ثقافي وإعلامي حقيقي، فلن يواكب الفنان المسيرة الفنية، مشددا على أن الدعم الحقيقي الذي يصله هو من الجمهور وزملائه الفنانين، وعلى رأسهم إلهام واعزيز، بوشتى الإبراهيمي، سعيد بن ثقة، أمين بنجلون، وآخرون، الذين وقعو عقد العمل دون معرفة أو مناقشة أجورهم.
واعتبر الناصيري أن جرأته في المواضيع التي يعالجها نابعة من أحاسيسه الداخلية التي يحرص على إخراجها، ورغبته في نقل الواقع المعاش وصوت الفئات الاجتماعية الهشة في ظل وجود أزمة حوار حقيقية بين المسؤولين الحكوميين والشعب، موضحا أنه خلال تحضيره للفيلم بمنطقة “كاريان الرحامنة”، صادف خيرة من الشباب المغربي المثقف الحامل للشواهد، لكن الظروف التي يعيشون فيها صعبة جدا، فاستغل لقاءه معهم وسماعه لقصص معاناتهم لكي ينسج خيوط شريطه السينمائي مشهدا بمشهد.
ودعا الفنان المغربي ذاته، خلال ندوته الصحافية، “الحكومة المغربية للسير على نهج الملك محمد السادس والاستماع إلى نبض المجتمع والتواصل مع الشعب لإيجاد الحلول الناجعة للمشاكل وإنهاء عهد التهميش”، مضيفا: “شخصيا ظللت لأزيد من ستة أشهر أطرق الأبواب وأطلب لقاء مع وزير الثقافة المهدي بنسعيد، لكن هذا الأخير ومستشاريه لم يستجيبوا”.
وتطرق الناصيري لمعاناة مجموعة من الفنانين المغاربة، أبرزهم الفنان الراحل أحمد جواد “الذي قام بإضرام النار في نفسه أمام باب وزارة الثقافة لأن بابها لم يفتح وله ولم يتواصل معه الوزير”، متسائلا: “من يكون هذا الوزير كي لا يتواصل مع الناس في الوقت الذي يقوم صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالخروج إلى الشارع ومعانقة شعبه والاستماع إلى مشاكله”.