
نقاد: الشعر النبطي من صميم العربية .. و”شاعر المليون” يختصر طريق الشهرة
قال الأكاديمي والمترجم التركي محمد حقي صوتشين إن هناك أسماء شعرية مكرسة “نتوجه إليها دائما عندما نريد ترجمة الشعر العربي، وقد نهضم حق من يستحق الترجمة في أقطار أخرى منه”، مضيفا: “شعر دول مثل الإمارات واليمن والسعودية منسي إذا ما قارناه بأقطار عربية أخرى”.
جاء هذا خلال أطوار “مهرجان أبوظبي للشعر” المنظم بالعاصمة الإماراتية، حيث تدخل مترجم عدد من الأعمال الشعرية من اللغة العربية إلى التركية، على رأسها المعلقات السبع، وأشعار المتنبي، والمعري، وأبي نواس، وأدونيس، ومحمود درويش، ونزار قباني.
وذكر المتحدث أن “مع الترجمة تدخل إلى الأدب المحلي توليفات جديدة”، وأضاف: “الترجمة ليست مجرد نقل للمحتوى الأجنبي، بل تتعدى ذلك إلى إعادة خلق وصياغة النص من جديد، وكل ترجمة تنقص من النص، ويحاول المترجم المزاوجة بين الشكل والمعنى، لمنح القصيدة امتدادا في لغة أخرى؛ فالترجمة لغة العالم المشتركة، أما الترجمة الحرفية فمستحيلة”.
#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;}
وحول الشعر الشعبي النبطي المعروف في الجزيرة العربية، ذكر الباحث محمد الحوراني أنه لا يخرج عن موسيقى الشعر العربي، بل هو تطور لها، “وهو الأقرب إلى منهجية القصيدة الجاهلية، فأخذ من الإنشاد سلما موسيقيا”، وهو “توأم للشعر العربي الجاهلي، فكلاهما شفهي بامتياز، وغنائي ذاتي (…) وكلاهما يمتح من حياة البادية والصحراء، ومعانيهما”.
حمد السعيد، عضو لجنة تحكيم “شاعر المليون”، أبرز من جهته دور المحيط الذي تربى فيه الشاعر في تنمية معجمه، ثم توقف عند دور “القرآن الكريم الذي نمى لدى الشاعر الكثير من أساليب الكتابة وأثر في تكوين الجملة الشعرية، وكثيرةٌ جدا المفرداتُ التي استمدها الشاعر منه”.
وتابع: “الشعر النبطي جميع مفرداته من صميم اللغة العربية، عكس ما يقوله البعض حول نسبته للأنباط ظنا منهم أن كلماته غير مفهومة، وهو ما يثبته وجود تلك المفردات في القرآن الكريم”، وقدم نماذج على ذلك.
أما الشاعر خالد البدور، فقدم نماذج من الشعر الإماراتي الحديث، لشعراء من قبيل أحمد أمين مدني، وأحمد راشد ثاني.
الناقد حمود الجلوي نظر إلى المشهد الشعري الشعبي من زاوية أثر “شاعر المليون” فيه؛ فقد استطاع البرنامج تملك “سلطة التحكم في نجومية الشعراء، بعيدا عن مافيا التحكم فيها سابقا”، و”اختصر شهرة الشعراء في دقائق أو أشهر”، و”كان له أثر في توحيد لغة الشعر الشعبي، وغيّر ساحته”، وكرّس لغة موحدة في الجزيرة العربية لم تعد معها معاناة أقطارها من فهم شعرها العامي مستمرة، كما وضع “قواعد يُنطلَق منها في كتابة القصيدة”.
أما الأكاديمي علي العبد الحليم فتطرق إلى أثر المنصات الرقمية في إبراز تجارب لم تنضج بعد، وفي الآن نفسه تمكين تجارب مبدعة من الانتشار، قبل أن يدعو إلى عدم ترك “الشعر حبيس الأدراج والدواوين”، منبها إلى ضرورة العمل الواعي لـ”نقله رقميا إلى الأجيال القادمة”؛ لأن “الشعر النبطي ذاكرة المجتمعات، التي تنقل الحاضر للأجيال المتعاقبة”.
الناقد حمد السعيد، الذي دافع عن كون “الشعر العامي الوريث الشرعي للشعر العربي الفصيح، إلا في نحوه”، نبه إلى ما يعرفه الشعر النبطي من عدم التصنيف، وما يعوق تحقيقه من كون “خط أغلب المخطوطات غير واضح، وبسبب عبث البعض بالمخطوطات تعديلا وطمسا”.
وأوصى المتدخل بـ”العناية بمخطوطات الشعر العامي، عبر إنشاء مركز يعمّم تحقيق المخطوطات، بعد تصنيفها وجمعها”، لحفظ هذا الموروث العامي.