
العروي يعرّب “مقالة في السياسة” لسبينوزا
كشف المركز الثقافي للكتاب عملا جديدا نقله إلى اللغة العربية المفكر المغربي عبد الله العروي، هو “مقالة في السياسة” لسبينوزا، الذي من المرتقب أن يحضر في معارض الكتاب العربية والمكتبات.
باروخ سبينوزا، الفيلسوف الهولندي عميق التأثير في الفكر العالمي الحديثِ والمعاصر، ولد في القرن السابع عشر، ويروم عمله هذا “الاستدلال ببراهين يقينية” أو الاستنباط من طبيعة الإنسان “عددا من المبادئ المساوِقَة للواقع، متناولا المسألة بذهنية عالم الرياضيات الخالية من أي حكم مسبق”، مع تجنب “ما يغلب على نفوس البشر من سخرية أو امتعاض، مكتفيا بفهم الواقع كما هو”.
وهذا الكتاب مرجعي لفهم النظرية السياسية عند سبينوزا، سواء عند من تلاه من فلاسفة العقد الاجتماعي أو عند الباحثين عن فهم أسس التفكير السياسي المعاصر، وأسس التنظير لفصل تدبير الدولة عن الاعتقاد بتفسير رسالة إلهية مقدسة.
وكان “مقالة في السياسة” لسبينوزا قد ترجم إلى اللغة العربية وصدر في طبعات سابقة.
يذكر أن المؤرخ عبد الله العروي ترجم أعمالا فكرية له عن اللغة الفرنسية، مثل “الإيديولوجيا العربية المعاصرة” و”بين الفلسفة والتاريخ”، ولو أن مترجمين آخرين سبقوه إلى ترجمتها.
كما نقَل إلى اللغة العربية أعمالا فكرية من عصر النهضة الأوروبية مثل “تأملات في تاريخ الرومان” لمونتسكيو و”دين الفطرة” لجون جاك روسو. ونقل أيضا العمل المسرحي “شيخ الجماعة” لهنري دو مونترلان استجابة لـ”عاطفة الأندلس”.
العروي الذي كتب أساسا باللغتين العربية والفرنسية، عُرف بانتقاده اللاذع لبعض من ترجَموا كُتُبَه إلى العربية، فكتب في مقدِّمَة “الإيديولوجيا العربية المعاصِرة”، في الطّبعة التي ترجَمَها بنفسه في 1995، أن “تراجمة اليوم… لا يتقنون العربية كأسلافِهم، ولا يعرِفون المتداوَلَ من لغات اليوم، بل لا يعودون مثل أسلافهم إلى المراجع التي تساعِدهم على فهم مقاصد الكتّاب المعاصِرين”.
ووقف العروي عند مجموعة من الأخطاء التي لحِقَت ترجمة كتابه الصّادِرَةِ طبعَتُه الأولى سنة 1967 بالفرنسية، والتي بلغ عددها مائة وخمسة وأربعين خطأ، وقال إنّ المترجِمَ العربيَّ المعاصر يبدو كأنّه “يتناوَل القلم باليمنى والكتاب الذي بيده باليسرى، مكتفيا بما في ذهنه من مفاهيم ومفردات، وإذا ما خانته الذّاكرة عاد إلى المنهل أو المورد”.