عدم الفرار وتعمد القتل.. مغربي ناج من الحادث يروي تفاصيل جريمة الجزائر

لقي تعرّض 5 شبان مغاربة لإطلاق الرصاص من طرف حرس الحدود الجزائري، ومقتل اثنين منهم، مساء الثلاثاء، بعد دخولهم المياه الجزائرية خطأ في المنطقة الفاصلة بين السعيدية ومرسى بن مهيدي، إدانة واسعة على الصعيد الوطني.

وانتشرت منذ تأكد الخبر عبر أفراد من عائلات الضحايا “تدوينات” وتسجيلات صوتية وأشرطة مصوّرة على مجموعة من المنصات الاجتماعية، تدين الفعل الموصوف بـ”الإجرامي” للسلطات الجزائرية، واستغرب أصحابها التعامل “غير المهني والوحشي” لحرس الحدود الجزائري مع حالة اختراق للحدود غير متعمّدة.

ووصف الناشط الجزائري المعارض المقيم بالمغرب وليد كبير الواقعة بـ”الجريمة النكراء”، مضيفاً في “تدوينة” نشرها في حسابه على “فايسبوك: “نظام العسكر المجرم يستعمل الرصاص الحي في منطقة سياحية حدودية، وغايته زرع الرعب في نفوس السياح الأبرياء العزل”.

مدّون آخر اختار إدانة الواقعة عبر التذكير ببلوغ جزائرييَن، الشهر الماضي، الحدود المغربية في النقطة الحدودية المعروفة بـ”بين الجراف”، وهي الواقعة التي تعامل فيها الحرس الحدود المغربي، وفقه، بمهنية عالية، إذ نبّههما إلى ضرورة العودة من خلف السياج الحديدي، إلى غاية قدوم أحد أفراد الحرس الجزائري الذي أعاد المعنيين إلى الضفة الأخرى دون أن يتأذى أحد.

وفي تصريح لAlhayat 24، دعا محمد قيسي، ناج من الواقعة وشقيق أحد الضحايا، الملك محمد السادس إلى التدخل في القضية، مستغرباً إطلاق الرصاص على سياح عزّل لا علاقة لهم بتهريب المخدّرات، وزاد: “مفهمتش علاش تيراو علينا.. قولولنا راكم هملتو (تاهوا) وديونا حتى للكومياسرية ايلا بغيتو.. ولكن متقتلوش، علاش تقتلو؟”.

وشدّد المتحدث ذاته على أن دخول المياه الجزائرية كان دون نية، مرجعاً السبب إلى فراغ دراجتين من بين أربعة من نوع “جيت تسكي” -في ملكيتهم- من الوقود، ما جعلهم يستعجلون البحث عن أي نقطة برّية بعد أن ضلّوا طريقهم في البحر، وذلك تزامنا مع بداية حلول الظلام.

وواصل الناجي من رصاص الحرس الجزائري التأكيد على عدم فرارهم، بعد بلوغهم المياه الجزائرية، مشيراً إلى أن محاولتهم العودة أدراجهم كانت بعد حوار دار بين شقيقه الأصغر (الهالك) وبعض أفراد زورق تابع للبحرية الجزائرية الذي اعترضهم وصدم درّاجتين، ما يعني أن السلطات الجزائرية كانت على علم بوصول الشباب المغاربة إلى هذه النقطة عن طريق الخطأ قبل بدء إطلاق الرصاص.

وتعود واقعة إطلاق الرصاص الجزائري إلى يوم الثلاثاء، حين انطلق خمسة شبان من الميناء الترفيهي للسعيدية في رحلة على متن دراجات “جيت سكي” نحو منطقة “رأس الماء” التابعة لإقليم الناظور، غير أنهم في طريق عودتهم نحو السعيدية ضلوا مسارهم ودخلوا المياه الجزائرية.

وجرى، أمس الخميس، دفن أحد الضحايا (ب.ق) بمقبرة سيدي حازم ببني أدرار، ضواحي وجدة، بعدما عثر صياد على جثته قرب السعيدية، فيما تحتفظ السلطات الجزائرية بجثة الضحية الثاني (ع.م) الذي تلقى بدوره رصاصة ولفظته الأمواج بأحد شواطئ الضفة الأخرى، كما تحتفظ بأحد الشبان الخمسة في السجن.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى