
“مهمة مستحيلة”.. توقعات بفشل زعيم اليمين في تشكيل حكومة إسبانيا
تلقى ألبيرتو نونيز فيجو، زعيم الحزب الشعبي، “الضوء الأخضر” من فيليبي السادس، العاهل الإسباني، من أجل بدء “معركة تشكيل الحكومة”، التي تبدو أنها ستنتهي بـ”الفشل”، بعد تحديد الاشتراكية فرانسينا أرمينيغول، رئيسة مجلس النواب، الـ 26 من الشهر المقبل موعدا لجلسة التصويت بالبرلمان.
وبعد أن استقبل العاهل الإسباني بيدرو سانشيز، زعيم الاشتراكيين، وكذا زعماء اليمين، وقع الاختيار على فيجو تماشيا والأعراف التي تضع “الفائز بأكبر عدد من المقاعد بالبرلمان في المجموع (مجلس النواب/ مجلس الشيوخ) كمرشح من القصر الملكي لبدء تشكيل الحكومة”.
وبهذا يمتلك فيجو 33 يوما لبدء عملية تشكيل الحكومة قبل موعد التصويت المعلن، وهي الفترة التي من المرتقب أن تعرف فيها جهود زعيم الحزب الشعبي “عراقيل كبيرة”، في ظل غياب الأغلبية بمجلس النواب، وبهذا يفتح القانون الداخلي للبرلمان الإسباني “بوابة الجحيم الانتخابية” التي لا يتمناها أي مكون سياسي بالجارة الشمالية، في حالة “فشل التصويت الأول والثاني، ثم انتهاء مدة تشكيل الحكومة”، وهي “بدء انتخابات جديدة”.
المفاجآت فقط
عبد الحميد البجوقي، كاتب ومحلل سياسي مختص في الشأن الإسباني، يرى أن “سيناريو المفاجآت وحده الكفيل بالسماح لفيجو بتشكيل الحكومة”.
وأضاف البجوقي لAlhayat 24 أن “المشهد الإسباني يبقى فيه عنصر المفاجأة حاضرا بقوة، وهو ما تجلى لدى راخوي الذي حصل على دعم ‘الحزب الوطني الباسكي’ من أجل تمرير قانون الميزانية، قبل أن ينقلب عليه ليصوت لصالح سانشيز من أجل سحب الثقة”.
“غير أن الأرقام الحالية لا تعطي لفيجو أي فرصة لتشكيل الحكومة، لكن الملك رشحه رغم ذلك بقوة من الدستور، تحديدا في الفصل 99، ورغم توفر سانشيز على كامل الشروط والفرص، وذلك وفاء للعرف السياسي الذي يعطي لصاحب أكبر عدد من المقاعد ضوء تشكيل الحكومة، والذي لم يكسر قط إلا سنة 2016″، يستدرك المتحدث.
وأشار الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسباني إلى أن “فيجو من المرتقب أن يخسر المقاعد الأربعة المتبقية خلال التصويت القادم، غير أنه في التصويت الثاني في حالة ترشيح سانشيز من المرتقب أن يفوز لأن جميع المؤشرات لديه لتحقيق ذلك”.
مهمة مستحيلة
من جانبه يرى العمراني بوخبزة، خبير سياسي مختص في الشأن الإسباني، أن “فرص فيجو لتشكيل الحكومة صعبة للغاية، نظرا لترؤس الاشتراكيين مجلس النواب، ثم وجود مؤشرات لخلاف بين فيجو وحزب ‘فوكس’ اليميني، بعد رفض الأخير التصويت للحزب الشعبي بمجلس النواب”.
وأورد بوخبزة لAlhayat 24 أن “هاته المهمة جد مستحيلة أمام فيجو، الذي لم يستطع فك الحلف الاشتراكي القوي الذي شكله سانشيز مع حلف ‘سومر’، وكذا التقارب المفاجئ مع كاتالونيا والباسك”.
وبحسب المتحدث عينه فإن “جميع أطر الحزب الشعبي لم تكن راضية بتاتا عن نتائج اقتراع الـ23 من يوليوز الماضي، ليعرف بذلك هذا البيت اليميني هزات عديدة، تمثلت في انسحابات، وتجميد بعض الأعضاء عضويتهم، ما يعني أن فيجو له عقبة داخلية بالأساس”.
وأردف الخبير السياسي المختص في الشأن الإسباني بأن “علم العاهل الإسباني بكل هاته المعطيات حول فيجو، وإقدامه رغم ذلك على ترشيحه لتشكيل الحكومة، يأتي تماشيا مع الممارسة السياسية بإسبانيا، التي تقيد الملك بالعديد من الأعراف، فتجنب هاته الخطوة كما حدث في 2016 في الوقت الحالي غير سليم، لأن السياق مختلف تماما”.
وخلص المتحدث ذاته إلى أن “الممارسة السياسية القديمة هي العنوان الأبرز بالجارة الشمالية، التي تعطي لكل دوره، مع احترام القواعد بشكل مستمر”.